الاثنين، محرم ١٠، ١٤٢٨

و من التــــــاج ما قتـــــل .. الجزء الثاني

أنا جيت .. موضوع التاج ده الحلو فيه .. إنه يقلب في دفاترك القديمة .. و إن كان كل دفاتري القديمة على طووول الخط حاضرة أدام عيني .. نيجي بقى
الحاجة التالتة : في آخر يوم من امتحانات آخر السنة في سنة من السنين في الكلية .. والدي - رحمة الله عليه - كان جاي ياخدني من الكلية .. الفترة دي كان بابا بيعاني من أزمة قلبية و كنت زنيت عليه كتير إنه يروح المستشفى و قالي لما تخلصي امتحاناتك .. المهم و في آخر يوم .. قولتله يلاا نروح المستشفى .. قالي طب نروح البيت و بعدين ننزل بالليل .. قولتله لا خليها دلوقتي علشان نطمن بقى .. - على فكرة بابا كان مدخن - المهم روحنا المركز الصحي .. و نزلت معاه .. دخل للدكتور .. طلب منه رسم قلب .. طلع على السرير .. و لسه بيفرد جسمه على السرير .. و انا واقفة برة .. جاتله الأزمة .. الدكتور اتخض .. اتصل بالطورائ .. لقيت حركة مش طبيعية .. عشر دقايق و الطورائ وصلت و على نفس السرير إللي بابا طلع عليه كان نفس السرير إللي طلع بيه الطوارئ .. و روحنا الطوارئ .. و أخد الأدوية اللازمة .. المهم بابا قالي إن العربية إللي عند المركز الصحي لازم تتحرك من مكانها علشان لو قعدت أكتر من 6 ساعات هاتتربط من الشرطة .. انا كان عندي مبادئ السواقة لكن كان عمري ما ركبت عربية و حركتها .. و لكن لما حسيت إني هالجأ لحد و كان فعلآً مافيش حد يعمل الموضوع ده .. قولت لبابا ما تخافش انا هاتصرف . . و أخدت مفاتيح العربية .. و روحت ركبت العربية و حركتها و مشيت بيها وروحت ودتها عند البيت و انا مافيش في دماغي غير إني بعرف أسوق .. خوف .. ماكنتش خايفة .. رهبة .. لا خالص كنت منطلقة و كأن السواقة الشيء الطبيعي الوحيد إللي بعمله في حياتي .. و طبعا محدش عرف الموضوع ده لغاية ما بابا خرج من المستشفى .. هو آه لما عرف هزقني .. بس كنت عملتها فعلاً ..
الحاجة الرابعة .. في أحدى زياراتنا السنوية لمصر .. كان شيء أساسي إننا نكون شايلين كل ما لذ و طاب من الهدايا و التوابل للأسرتين .. كان فيه ناس بتنتظر حضورنا بفارغ صبر .. بس علشان نوزع المعونة السنوية عليهم .. و كان مجرد استشعاري للموضوع ده كان مضايقني .. المهم .. فا مرة كنا رايحين لواحد من الناس دوول .. و كنا بنحضر الحاجات إللي هناخدها معانا .. طلبت مني أمي تحضير برطمان من القهوة لغاية ما هي تنتهي من لبسها و باقي الإعدادات .. المهم انا دخلت المطبخ .. جبت البرطمان .. و حطيت فيه فلفل أسود .. كمون .. فلفل أحمر .. ملح .. كل التوابل إللي كانت أدامي وقتها .. لكن اتوصيت بالفلفل الأحمر .. و بعد كده حطيت القهوة .. و رجيت البرطمان علشان الحاجة تتخلط ببعضها وما تظهرش .. المفاجأة كانت .. إنه لما روحنا الزيارة دي .. طلبت مني سيدة البيت إني أقوم أعمل قهوة من ايدي ليها و لبابا من البن إللي جبته .. و طبعا كنت خايفة جدا .. دخلت المطبخ بتمنى آلاقي بن تاني علشان أعمله لبابا .. و فعلآً لقيت .. و عملت لبابا فنجان قهوة من البن المظبوط و عملت ليها من البن بتاااعي .. بجد كنت متغاظة منها .. الظريف في الأمر .. إن بابا معجبوش القهوة و هي فضلت تشكر فيااا طول ماإحنا قاعدين على فنجان القهوة ..
الحاجة الخامسة و الأخيرة .. هو إني لما كان بيطلب مني أذاكر غصب عني أيام ما كنت صغيرة .. كنت فاكرة إني كنت بحط القصص و مجلات الصور في نص الكتاب و انا فاتحاااه علشان أقنع ماما إني بذاكر .. و لما كبرت و دخلت الكلية و مع أجدعها امتحان مكنش بيحلى ليااا قراءة شعر أو أدب غير في الأيام العصيبة دي .. و كانت القراءة وقتها بمثابة الترفيه إللي بعمله بين كل صفحة و صفحة ..
أنا هامرر التاج ل ..

الأحد، محرم ٠٩، ١٤٢٨

و من التــــــاج ما قتـــــل .. الجزء الأول


يعني انا متهيألي صعب تصحى من النوم الصبح لسه بتقول يا فتاح يا عليم يارزّاق يا كريم .. تلاقي عم الحج تاج جاي مبعوتلك و قاعدلك على الجهاز مستنيك لأني جاي بأوامر عليا ما يعرفش في الدنيا غير تنفيذها .. و بما إن التاج جاي من مصدر موثوق فيه مبرمج فا على بركة الله هاجاوب .. و هاقول خمس حاجات محدش يعرفها عني ولا حتى أنا ..
نبدأ الحاجة الأولى : و انا صغيرة و لما بدأت اتعلم أصول الكلام .. كنت لما بتكلم مش بسمع نفسي .. كنت على طول بحس إن صوتي مهما علي فا انا مش سامعاه .. و عليه .. كنت بتكلم بعيني و بايدي و نادر أوي ما أتكلم .. لأني مكنتش مقتنعة إني لما بتكلم حد بيسمعني .. و في المدرسة مكنتش بحب المدرسات يسألوني .. لأني مكنتش برد .. لكن على الورقة كنت بقول كل الكلام .. الحكاية دي رغم إن مساحتها صغرت أوي دلوقتي .. إلا إنها بين الحين و الحين بتطلع و بتقفل معايا قفلة سودا ..
الحاجة التانية .. مرتبطة بالحاجة الأولى .. و لأني كنت من الصغر البنت الساكتة بملل .. كنت على الجهة الأخرى بسمع كل الأصوات بوضوح أوي و أتفاعل معاها .. ممم يعني مثلاً بسمع صوت النمل و ممكن تلاقيني أراقبه بالساعات .. ولو حصل مع النمل حاجة تضحك أضحك .. و ممكن اعاكس النمل بايدي في طابورهم و أشوفهم هايعملوا ايه .. انا عندي قناعة قوية أوي من الصغر إني بسمع كل الأصوات دي و بعرفها .. نمل .. بحر .. رمل .. ورد .. عصافير .. حتى الحاجات الجامدة .. بس الحاجات الجامدة بدأت أتأثر بيها على كبر .. يعني كنت أضايق جداً من إللي يقطع ورقة أدامي .. و كنت أحط نفسي مكان الورقة .. و كنت بحس ببربرية البني آدامين لما يعملوا كده .. يعني الورقة دي خدمتك و كانت مستودع لهرتلة دماغك .. و بعد ما عملت إللي مطلوب منها .. ترميها كده ؟؟ و على فكرة إنت لما رمتها إنت رميت جزء منك .. يعني أهنت نفسك مش الورقة ..
- استنوني هاروح شغلي و لما أرجع هاكلم الباقي -

الاثنين، محرم ٠٣، ١٤٢٨

لأني أنا الحلم .. و الحلم أنا ..

خلف تلك العينين أحلام خضراء مشتعلة .. و أزهار من الأمل بالأحمر الداكن .. خلف تلك العينين ابتسامات و خطوات لن تنتهي .. طريق ممتد بين عيناي و أبعد نقطة في خريطة تفكيري .. لكن الرغبة في المواصلة .. و العزيمة على الاستمرار .. سبب عشقي لامتداد بين واقع و نور أنتظره .. لا يهم إن كنت سأحيا لأرى أحلامي حاضرة .. ولا يهم إن كان الطريق أقصر أو أطول .. لا يهم كم من الوقت سأقضي ..
أحبها خضراء .. و اشتهيها و هي لا تنتهي .. جميل أن تشعر بتوحدك بحلمك حتى و إن لم تراه .. جميل أن تشعر أن تلك الأحلام الخضراء لم تزهر إلا لك .. و لم تشتعل لسواك .. جميل أن تشعر بأنك أنت الحلم ... و الحلم أنت .. و أن تكون على يقين بإنك باقي حتى وإن غاب حضورك عن الطريق .. و أنك مستمر حتى و إن أغلقت نوافذك للأبد ..
و أنا كذلك .. ممتدة .. و مستمرة .. وباقية .. حتى و إن شاء رب العباد أن تغلق نوافذي و للأبد .. فا أنا حاضرة .. و إيماني بحضوري سبب في ترسيخ أحلامي الخضراء .. و سبب في عدم رهبتي الغياب ..
لأني أنا الحلم .. و الحلم و أنا ..

الجمعة، ذو الحجة ٢٩، ١٤٢٧

جزيرة مســــــك

بعفوية
عانقتني السماء
و أمسكت شمس الضحى
بيديّا
سريري على غيمة
فانظري
فتات النجوم على كتفيّا
كأني هنا منذ بدء الزمان
ولدت
و مت
و أبعث حيّا

جزيرة مسك
و قوسا ضياء
و أرجوحة
أرجعتني صبيّا

خذي سفن الحب
حيث أردت
فكلّ الشواطئ
تُفضي إليّا
أحمد بخيت

الأحد، ذو الحجة ٢٤، ١٤٢٧

زمــــــان كان عندي أمنية

دلوقتي .. و لما برجع بالذاكرة لزمان .. و أفتكر أحلامي و أمنياتي .. ابتسم .. و أحياناً تسبقني دمعة إحساس ببُعد المسافة بيني و بين زمن الحلم ده .. امبارح .. و انا وافقة بلقي محاضرة التغيير على حضور تجاوز عددهم العشرين فرد .. افتكرت إن كان ليا حلم من أحلامي هو إني أحاضر .. و كنت بضحك على نفسي وقتها .. هتحاضري ايه ؟؟ و لمين ؟ و إزاي ؟ و هل عندك أول مقومات المحاضر .. إللي هي الحضور و الشجاعة على الوقوف و مواجهة الناس و بصوت عالي ..؟؟ وقتها كانت إجابتي على كل الأسئلة دي .. لا طبعاً .. لكن بجد كنت عايزة .. و في نفس الوقت كان عندي إحساس و بنفس قوة عدم إحساسي بوجود المقومات وقتها إني هابقى الحلم ده .. و إللي انا عايزاه و بقوة .. و آلاقي نفسي ماشية في حلمي .. و زمني بيخدني ليه خطوة بخطوة .. و أتعلم .. و اتطور .. و أدرس .. و أقرب أكتر و أكتر .. لغاية ما كان أول مرة وقفت فيها أدام حضور .. افتكرت على طول وقتها لحظة تمني الأمنية .. كنت متخيلاها بتفاصيلها على فكرة .. وقفتي .. صوتي .. نظرتي .. كل حاجة .. و حصل و بيحصل في كل محاضرة .. و امبارح وفي وسط المحاضرة .. رجعت بيا الذاكرة للحظة ولادة الحلم ده في عقلي الباطن ... حمدت رب العالمين ألف مرة .. و آمنت بإني لو عايزة حاجة هاعملها .. و يمكن و انا بقول العبارة دي امبارح - إنك لو عايز أوي .. هاتعمل أوي ، ولو عايز نص نص هاتعمل نص نص .. - بقولها و انا على تمام الثقة من كده .. لأني كنت عايزة أوي .. و حصلت أوي بفضل الله ..
حلو أوي على فكرة لما تكون مؤمن بإللي إنت بتقوله .. حلو أوي لما تكون إنت أول تجربة عملية لفكرة عايز تقنع بيها إللي حواليك .. هاتحس وقتها إن كل حواسك بتقنع إللي أدامك بيها .. حتى الصمت إللي بين كلماتك .. إحساسك بيوصل أسرع من وصول الكلام لودان إللي بيسمعك ..

و على فكرة .. علشان تتغير و تبقى زي ما إنت عايز إنت مش محتاج غير قرار جاد .. و محاولة جادة ..


الاثنين، ذو الحجة ١٨، ١٤٢٧

امبارح كان عمري عشرين


امبارح كان عمري عشرين .. امبارح كانت ماما بتعملي ضفاير .. برسم على الحيطة مربعات و دواير .. شجرة و بيت .. عصفورة و بحر ..

لسه في وداني جرس المدرسة .. الطابور و النشيد .. دفاتر و كتـــب و أقلام .. النجوم الدهبي و الحمرا .. و أحسنتي يا بنتي .. لسه علامة الشنطة على أكتافي ..

امبارح كان عمري عشرين .. مين قال إني بقيت تلاتين .. أو إن بيني و بين اليأس سنتين .. انا لسه في عيوني أحلام خضرا .. لسه العصافير بتغني كلامي .. و ركوب المرجيحة آخر أحلامي .. و ياسلاام لو تفاجئني بشوكولاته .. أو تقولي هاوديكي البحر .. متعتي في مراقبة فراشات .. و نمل .. و عصافير .. و سحاب و نجوم و عيون ..

امبارح كان عمري عشرين .. و بكرة عمري عشرين .. و هايفضل عمري عشرين ..

الجمعة، ذو الحجة ١٥، ١٤٢٧

إليـــــك أنــــت ..

أحبُكِ جداً ... !
وأعرفُ أني بغابات عينيكِ وحدي أحاربْ
وأني كـُكل المجانين حاولتُ صيد الكواكبْ
وأبقى أحبُك رغم اقتناعي
بأن بقائي إلى الآن حياً
أقاوُم حبُك إحدى العجائبْ
*******
أحبُكِ جداً !
وأعرفُ منذُ البداية بأني سأفشل
وأني خـلال فصُول الرواية سأقـتل
ويحُمل رأسي إليكِ
وأني سأبقى ثلاثين يوماً
مُسجـى كطفلٍ على رُكبتيكِ
وأفرح جداً بروعة تلك النهاية
وأبقى أحبُكِ
أحبكِ جداً ... !!!

قالها عني - نزار قباني -

الأربعاء، ذو الحجة ١٣، ١٤٢٧

ومضة من ومضااااااتي



دثِّرنِي
قمِ الآنَ الآنَ
بحبِّكَ
زمِّـلنِي
كنْ خرزةً زرقاءَ
على جبيني
كُـنْ
بخورًا مغربيًا
في محرابِ
أنيني
كنْ حارسًا فرعونيًا
على بابِ
أمنياتي
وكاهنًا دمشقيًا
يستقبلُ بفتور ٍ
كلّ اعترافاتي
ريتا عودة

الاثنين، ذو الحجة ١١، ١٤٢٧

في البـــــــــــرد


في البرد .. و عند الرغبة لشرارة .. أو لحرارة .. مصدر دفء .. يعيد رجفة الضلوع لهدوئها .. و خدر الأطراف لسكينتها .. هل ستبحث عن سبب البرد لتسده .. ؟؟ أو ستبحث عن منبع للدفء أقوى من إحساسك بالبرد ليغطيه ؟؟ هل التلج هو السبب الوحيد للبرد ؟؟ و هل النار هي المصدر الوحيد للدفء ؟؟ طب ايه تفسيرك إنك في البرد تكون مش بردان ... ؟؟ و أدام مدفئة كبيرة و نار مش دفيان ؟؟؟
اقتنعت إن أنا إللي بجعل التلج يحسسني بالبرد .. و انا برده إللي بخلي النار تحسسني بالدفء .. حتى و إن كانت النار دي مرسومة على الحيطة .. و حتى إن كان التلج ده مجرد كوباية ماية كانت تلج في يوم من الأيام .. فبمجرد الشعور إن البرد أو استمداد الحرارة شعور تحت سيطرتي بيمنحني الثقة و الثبات .. و دفء في أحيان أخرى ..
و رغم علمي بسبب شعوري بالبرد .. لن تكفيني أي نار مرسومة .. أو أي مدفئة منحوتة على أي جدار معبد .. فا أرى أن في البرد ثبات و هدوء عن الاستسلام لأي شرارة تدعي الحرارة ..