الثلاثاء، جمادى الأولى ١٣، ١٤٣١

الجـــوزاء .. أربعة في واحد

..
..
بدون حزلقة مقدمات واهية ..
..
أصحاب الطالع كانوا بينصحوا أنصار التعدد من الرجال بامراءة الجوزاء..
على اعتبار إنها أربعة في واحد ( نسكافيه وقهوة وكريمة وسكر ) ..
و اعتبار تاني أهم .. هو إنها أوفر ومش بتستهلك كهربا كتير قصدي مصاريف جواز يعني ..
..
و على الرغم من إيماني بكذب ودجل وشعوذة المنجمين و لو صدقوا .. إلا إن موضوع أربعة في واحد ده صح .. وصح أوي مع الأسف..
لكن مع كامل احترامي للترويج الخادع في إن امراءة الجوزاء المراءة المناسبة لتعدد نساءها .. إلا إن في مشكلة حقيقية متمثلة في لما يكون كل أنثى في تلك الذات .. دماغ ومود ونظام وفكر مختلف شكلا ومضمونا عن باقي إناث نفس الاسم..
ولما يبقوا مختلفين بالشكل ده .. واتجاهاتهم متضاربهم بالشكل ده.. فايبقى من الطبيعي جدا خناقات ومشاكسات يومية بين المختلفين من النساء في نفس ذات الكيس الواحد يوووه في نفس ذات المراءة الواحدة .. - وربنا يكفيك شر خناقات الستات - ..
..
..
يعني لما تكون واحدة من الأربعة مثلاً سيدة عاملة في وظيفة مرموقة.. طموحة .. جادة .. هادئة ..قوية..حادة ..و متأنية..
وواحدة تانية في ذات نفس الوقت من الأربعة برده.. طفلة ذكية مرحة عفوية بريئة مندفعة
وشقية..
..
ولأن قبيلة النساء دول مشتركين بالقوة الاجبارية في جسد واحد..
ولأن أدواتهم – مع الأسف - في التعبير واحدة .. اتفرج بقى على العروض الإرتجالية اليومية والكوميديا السوداء بين امراءة هادئة الطباع وطفلة بتنتهز بشغف أي فرصة علشان تطلع لسانها لطقم بدل من العيار التقيل في اجتماع مهم ..
تحس تلك الهادئة بشغب الطفلة بالداخل تبدأ كرد فعل بإن تعلّي صوتها في الحديث .. ما هي في واحدة عاملة دوشة جواها و بتتنطط ..
تسكُت لثوان .. الحضور يسمعوا من نفس المراءة صوت طفلة بتنادي على عصفورة واقفة على شباك غرفة الاجتماعات " يا عصفورة يا جميلة تحالي .. بصي انا معايا سمسم " ..
تعلي صوتها بشكل أعلى مثير للانتباه رغم إن مافيش حاجة في نقاشات عروض الاسعار مع موردين جدد تستدعي إنها تتكلم بصوت عالي بالمنظر ده .. تحاول ترفع بعينيها النظر لسقف الغرفة الكئيب – أهي أي محاولات لابعاد النظر عليها بشكل مباشر - .. علشان في واحدة جوة بتحاول تتشعبط و تحط كراسي و مخدات فوق بعض في محاولات تبص من شبابيك عينيها المتشعلقين فوق على الراجل اللي قاعد ادامها و اللي شنبه بيضحك أوي ..
..
بمجرد ما تسيب القلم في الدفتر بعد تسجيل بعض النقاط المهمة اللي ذكروها الضيوف .. تمسك التانية القلم و بخباثة و في انتهاز فرصة الحوارات الفارغة المطاطة ، ترسم على نفس الورقة الراجل بدايرة غير منتظمة الابعاد و نقطتين قمح شبه عينيه مزروع على أطرافهم شوية زرع كده متناثرين بعشوائية شبه رموشه المنعكشه و مناخير مهرجين مدورة و شنبه الكبيرررر مقشه شعر مقلوبه و بوء مدور ..
..
تسلم على الضيوف شاكرة حضورهم و تشريفهم على وعد بمكالمة لتظبيط شغل .. و عند الراجل أبو شنب مقشة الشعر المقلوبة دي ، الاييد بتتمد للسلام بجدية و واحدة جوة بتشد نفس الاييد بخوف اجتماعي من شنبه يعُض ايديها الصغيرة في ايديه الكبيرة اللي شبه مضرب التنس دي .. – طب و بعدين بقى احنا مش هنتهد بقى ؟؟ - ..
..
..
ترجع تلم الورق من المكتب تلاقي رسمة فزّاعة على طرف ورقة الشغل .. و وقت مستقطع لتناحة ممتدة ( مين اللي رسم الرسمة دي ؟ ) .. وواحدة جوة مسخسخة من الضحك على منظر الراجل و منظر الست اللي مش عارفة مين اللي رسم الرسمة دي ؟؟ - عبيطة عبيطة - ..
..
تخرج من غرفة الاجتماعات .. لا عفواً .. قصدي خرجن من غرفة الاجتماعات .. و هي مش عارفة آخرة المناكفات دي ايه ..
..
..
و للحديث بقية ..
لا قصدي .. للحديس بئية ..
..
بس بقى ..