الخميس، ذو القعدة ٠٩، ١٤٢٧

أخشى أن يموت فينا الإنسان



أماه..
قد كان أول ما عرفت من الحياة
أن أمنح الناس السلام
لكنني أصبحت يا أمي هنا
وحدي غريبا.. في الزحام..
لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام
فالناس لا تدري هنا معنى السلام
يمشون في صمت كأن الأرض ضاقت بالبشر..
والدرب يا أمي.. مليء بالحفر..
وكبرت يا أمي.. وعانقت المنى
وعرفت بعد كل ألوان الهوى..
وتحطمت نبضات قلبي ذات يوم عندما مات الهوى..
ورأيت أن الحب يقتل بعضه
فنظل نعشق.. ثم نحزن.. ثم ننسى ما مضى
و نعود نعشق مثلما كنا ليسحقنا.. الجوى
لكن حبك ظل في قلبي كيانا.. لا يرى
قد ظل في الأعماق يسري في دمي
وأحس نبض عروقه في أعظمي
أماه..
ما عدت أدري كيف ضاع الدرب مني
ما أثقل الأحزان في عمري و ما أشقى التمني..
فالحب يا أمي هنا كأس.. وغانية.. وقصر
الحب يا أمي هنا حفل.. وراقصة.. ومهر
من يا ترى في الدرب يدرك
أن في الحب العطاء
الحب أن تجد الطيور الدفء في حضن.. المساء
الحب أن تحد النجوم الأمن في قلب السماء
الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء..

أماه.. يا أماه
ما أحوج القلب الحزين لدعوة
كم كانت الدعوات تمنحني الأمان
قد صرت يا أمي هنا
رجلا كبيرا ذا مكان
وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..
لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان!!

فاروق جويدة
فعلاً يا أمي ما أحوجنا لدعوة تمنحنا السكينة و الثبات ..
فعلاً يا أمي عرفت كبار القوم و السلطان لكني أخشى ..
حقاً أخشى أن أفقد بداخلي الإنسان..

4 Comments:

Blogger تــسنيـم said...

عارفة يا روز هحاول أبعد عن الكآبة اللي أنا فيها ومش هحلل الأبيات دي برغم نزعة داخلية تميل إلى الحزن الأن وبتضغط عليا أفضفض عن طريق أبياتك دي بس مش هستسلم :) أنا بس هعلق على أخر تلات أبيات في قصيدة فاروق
"قد صرت يا أمي هنا
رجلا كبيرا ذا مكان
وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..
لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان"
بتذكرني بأبيات قرأتها لنزار بيقول فيها : أنا لم أتناول العشاء يوما علة مائدة وزير أو جنرال أو أمير
لأن حاستي الشعرية كانت تنبئني
بأن عشائي مع هؤلاء سيكون العشاء الأخير..
كنت زمان معتقدة إن السبب في كونه سيتحول إلى العشاء الأخير هو خسة الحكام ولكني الأن بعدما قرأت ما سطرتيه نقلا عن فاروق خطر على بالي إن العشاء الأخير اللي قصده نزار كان عشائه الأخير مع نفسه اللي هيخسراها بمخالطته لهؤلاء القوم..
دمتي متألقة وسامحيني على ميعاد النهاردة.

١:١٠ م  
Blogger elgharep said...

أحييك على القصيدة الجميلة للشاعر الصادق المملوء بالوطنية فاروق جويدة

١:٥٩ م  
Blogger rosealia29 said...

تسنيم .. شعرت فعلاً يا تسنيم إن المشكلة عندي بشكل الخاص أني أخشى أن أنسى أني أولاً و أخيراً إنسان .. مهما ارتفع في السماء شأني .. دمتي صديقتي ..


الغريب . أشكر مرورك لمستني كلمات جويدة اليوم و الآن .. لأني أشعرها بكل تفاصيلها ..

٩:٢٦ م  
Blogger Mony The Angel said...

kont mot2akeda eno faroo2 :)
w abl makamel eraia greet 3ala a7'er al she3r 3shan alaa2e esmo :)
alsoora t3a2ad awe awe awe ya rosa

٣:٣٣ ص  

إرسال تعليق

<< Home