الأربعاء، رمضان ١١، ١٤٢٧

كيف كانت البداية ؟؟؟


لم أكن أعلم حينها أني أرى مختلف . . و أسمع مختلف .. و أشعر مختلف ، رافقتني منذ نعومة أظافري صديقتي الدهشة .. نعم الدهشة .. ذلك السر العجيب الذي يكمن وراء براءته معجزات و معجزات ، الدهشة التي كانت سبب في أن أشعر بعيني و أرى بأذني و أسمع بفؤادي ..

كانت البداية منذ ذاك العهد القديم من حياتي .. تلك الفترة التي يسمونها أفاضل علم النفس مرحلة الطفولة ، العهد الذي يظنه الكثيرون أيام الدمى والشرائط الحمراء و الضفائر و سمع الكلام و بس ، أتذكر أن من هذا العهد كانت الشرارة الأولى لولادة الدهشة الكبيرة الأولى في حياتي ..

كانت البداية بالمراقبة .. و الإنصات لكل الأصوات .. و مقارنة الأصوات بمصادرها ..
كانت البداية بتأمل منظومة الكون البديعة ، و دقة المعاني في مكوناتها .. فمعنى الزهرة في شكلها في أدائها في جمالها في بهجتها .. و كذلك القمر ..البحر .. النجوم . . و الفراشات ..

كانت البداية بالإحساس أن هناك فارق في حياتنا نحن البشر بين أصواتناو أجسادنا .. الصوت معنى .. و الجسد معنى آخر .. و هنا كانت البداية الرسمية ظهور أول علامة استفهام حيرى تبحث في الحياة عن إجابة ..

كانت البداية بيقين تلك الدهشة أن هناك أمر ما خطأ .. وأننا نحن الآدميون لسنا بنفس موسيقى الكون .. لسنا بنفس انسجامه .. و لسنا بنفس تلك العلاقة بين المعنى الذي خلقنا من أجله و نحن !!!


أسمع (( نشـــاز )) آلات البشر مع سيمفونية الكون الرائعة .. آراها يقيناً و اندهش بصمت من صمت العالم من حولي ..

على فكرة
هذا كل ما أتذكره عن البداية إن سألتموووني عنها ..

- و للحديث بقية إن كان في العمر بقية -